وقف رجل يسأل ثلاثة محامين يعملون في المهنة : ماذا تفعلون يا سادة ؟
أجاب الأول : المحاماة مهنتي أتعامل مع أوراقها.
وقال الثاني : المحاماة صفتي أعمل في حصنها.
وقال ثالثهم : المحاماة رسالتي غايتي تحقيقها.
هؤلاء المحامون الثلاثة يمارسون العمل الواحد ويعمل كل واحد منهم ما يعمله الآخر مع فرق بسيط هو الإحساس المرافق للعمل .
الأول هو المحامي الذي يجمع الكلمة ويعمل على بيعها ولا يهمه من المحامة غير الكسب فيها .
والثاني هو المحامي الذي جمع العلم ويعمل على تحقيقه ولا يهمه من المحاماة غير بلوغ مراميها.
والثالث هو المحامي الذي يجمع الفضائل ويعمل على نشرها ولا يهمه من المحاماة غير تحقيق أروع ما فيها .
جميل أن يحصل المحامي في عمله على الأتعاب والأجمل من ذلك أن يجد نفسه موضع تقدير وإعجاب وأجمل الاثنين أن يسمو في عمله إلى ما لا حساب.
والمحامي في الأوضاع الثلاثة حامل للميزان , فالمحامي الذي ميزانه المال همه الثراء والمحامي الذي ميزانه العلم هدفه الإرتقاء والمحامي الذي ميزانه "الحق والعروبة" شامخ في العلاء.
إن كلاً منا يعمل في الحياة ولكن عملنا يختلف من شخص إلى آخر,لا من حيث نوع وطبيعة العمل فحسب ولكن من حيث القصد والغاية.
بيننا من يعمل لتأمين لقمة العيش وعمله بالضرورة من أجل البقاء, وفينا من يعمل لإشباع رغباته , وعمله من أجل الرخاء , وفينا من يعمل لخير الإنسانية وعمله بالقلب والروح حباً ووفاء,ولكل عمل قدره فإن الذي الذي يعمل ليأكل له قدر الطعام , وإن الذي يعمل لإرضاء ذاته له قدر هذه الذات , وإن الذي يعمل لنصرة الحق والعروبة له حب العالم وعمله لا يقدر بثمن .
فأين نحن من هؤلاء الثلاثة ؟.
وإذا كان الجواب صعباً فإن في الامل الرجاء.
لقد قيل في المحاماة الشيء الكثير ولكن لم يقل فيها أنها من آلهة المعابد .فمن جاء إلى معبدها يصلي , عليه أن يؤمن برسالتها ويلبس لها ثوب الكهنة .
المحامي سعيد كوزال