المهر شعار الرغبة الصادقة في النكاحِ، وعلامة تميز النكاح عن الوطء السفاح والمخادنة، كما جاء في الآية ﴿أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ (النساء: من الآية 24)، فليس المال الذي يُدفع كصداقٍ أجرًا للمخادنةِ أو المعاشرة، وإلا لتجددَ المهر كلما استمتع الرجل بزوجته، ولتكرر دفع المهر؛ لذا فإن الشرعَ قد جعله مرةً واحدة يُدفع للمرأةِ وتستمر بعده الحياة.
أيضًا هذا المهر الذي يُدفع للفتاةِ إنما ليفرق بين النكاح والزنا، فالزنا تتقاضى المرأةُ أجرًا مقابل ذلك كلما تكررت مراتِ الزنا والعياذ بالله، والمهر هو نِحْلَةٌ للمرأة ومدعاةٌ للاطمئنان، حيث يبعث الطمأنينة في المرأةِ نحو هذا الرجل الذي بذل مالاً للحصول عليها
كما أن الرجل هو المُكلَّف بالإنفاقِ؛ لأنه الطرف الأقوى والقادر على تحمُّل المشاق والصعاب، والذي يستطيع أن يكدح ويكد؛ حيث خلقه الله تعالى وله من الصفات الفيسيولوجية والجسمانية ما يناسب مهامه والمتطلبات المفروضة عليه من إعالة الأسرة..