عفواً إلهي ...

عفواً إلهي ...
عفواً إلهي قد عصيتك فاعف لي
ذنباً رماني في الجحيم الأسفلِ
يا ليت أمّي لم تلدني في الدنا
ليكون إسمي في عداد الجهّلِ
أو كان حتفي قد أتاني وانتهى
عمري عفيفاً دون ذنب أفعلِ
ربّي ينكّس خَلْقَهُ في عمرهم
وأنا ابتديت طويل عمرٍ أرذلِ
وبلاني ربّي في العداوة أربعاً
فيهم مثالٌ للعدو الأمثلِ
إبليسُ والدنيا ونفسي والهوى
فإذا اجتمعن فذاك حتماً مقتلي
إبليسُ ينزل في الفؤاد إذا رأى
ضعف العقيدة وارتضى بالمنزل
ِفإذا رأى بالقلب هاجسَ توبةٍ
مثل الرياح بسرعةٍ يتحوّلِ
والنفس تأمر بالمعاصي دائماً
قد جاء ذلك في الكتابِ المنزل
ِخاب الذي قد بات عبداً للهوى
في عمره و أسير طرف أكحلِ
حتى إذا صار الفؤاد متيّماً
زاد الدلال وحقّ أن يتدللِ
لا تأمننّ إلى الحياة وُعودَها
فالأمر أكبرُ من وُعودِ تهزّلِ
فإذا رأيت من الحياة تقرباً
كان لصدودُ نذيرَ عمرِ تذلل
أين الملاذ من العداوة إنني
أخشى على نفسي ضعيفَ تحمّلِي
يا ربِ إني في حياتي صابرٌ
طولَ البلاءِ وأنت خيرُ المبتلي
فارحم فؤاداً صابراً لك خاشعاً
وألْهِمْهُ في هذي الحياة تجمّلِ

صفحة 1 من اصل 1